الصفحة الرئيسية  متفرّقات

متفرّقات بعد حادثة شارلي هيبدو: القرآن يباع بكثرة في فرنسا ...

نشر في  07 أفريل 2015  (09:51)

يبذل عدد من الفرنسيين جهودا «لفهم» الثقافة الاسلامية بشكل افضل بعد الاعتداءات التي نفذها جهاديون في باريس في كانون الثاني فيبدي بعضهم اهتماما بقراءة القرآن والمطبوعات التي تتناول الاسلام.
وتزايدت مبيعات الكتب المتعلقة بالاسلام خلال الفصل الاول من السنة بحوالى ثلاثة اضعاف عن الفصل الاول من العام 2014، وفق دراسة تستند الى ارقام 30 من كبرى المكتبات الفرنسية.
وهي زيادة ملفتة ولو انها تبقى متواضعة على صعيد الاعداد اذ تمثل كتب الدين اقل من 1% من مجموع مبيعات المكتبات الفرنسية، بحسب نقابتها.
غير ان الاعتداءات التي اوقعت 17 قتيلا ونفذها ثلاثة شبان فرنسيين مسلمين استهدفوا مقر اسبوعية «شارلي ايبدو» الساخرة وشرطيون ومتجرا يهوديا، ولا سيما مع اقترانها بالفظاعات التي يرتكبها تنظيم الدولة الاسلامية في الاراضي التي يسيطر عليها في سوريا والعراق، اثارت صدمة في المجتمع الفرنسي الذي يضم اكبر مجموعة اسلامية في اوروبا قوامها ما بين اربعة وخمسة ملايين نسمة.
وقال فابريس غيرشيل مدير مجلة «فيلوزوفي» لوكالة فرانس برس ان «الفرنسيين يطرحون على انفسهم اسئلة متزايدة ويقتنعون اقل واقل بالاجوبة السطحية التي يجدونها في الاعلام». واصدرت مجلته عددا خاصا بعنوان «القرآن» نفد تقريبا من اكشاك العاصمة.
واوضحت ماتيلد مايو من مكتبة «لا بروكور» الدينية في باريس احدى اكبر المكتبات المتخصصة في اوروبا، ان القاسم المشترك لجميع الذين يقبلون على شراء مطبوعات حول الاسلام هو السعي الى «الفهم والاستعلام» حتى «يصوغوا رأيهم الخاص» بشان الاسلام.
وقال ايفون غيلابير مدير مكتبة «سيلوي» في نانت (غرب) «قصدتني زبونة كاثوليكية ملتزمة جاءت تشتري نسخة من القرآن لانها ارادت ان تفهم بنفسها ان كانت هذه ديانة عنيفة ام لا».
وقال باتريس بينار وهو من الزبائن الاوفياء لمكتبة «لا بروكور» «اشتريت للتو +الكاهن والامام+ واعتبر ذلك في غاية الاهمية وعلى الاخص في هذه المرحلة» مضيفا «يجب ان نعرف كيف نتخطى الناحية المتطرفة الصرفة لنرى .. ما يمكن ان تقدمه الاديان».
ومع هذه الحاجة الى فهم الاسلام تجدد الاهتمام الاكاديمي بهذه الديانة.
ودشن معهد «كوليج دو فرانس» المرموق الخميس حصة دراسية مخصصة لدراسة القرآن.
وقال جان روني الاستاذ في السوربون انه بدا هو ايضا بقراءة القرآن وقال لوكالة فرانس برس انه «نظرا الى الوضع السائد اضفت دورتين مخصصتين للاديان التوحيدية الى دروسي في الثقافة العامة» الموجهة الى الطلاب الذين يدرسون ليصبحوا قضاة. وسجل الاقبال نفسه بين المسلمين ايضا.
وقال منصور منصور مدير دار «البراق»، احدى دور النشر الرئيسية لكتب الديانة الاسلامية باللغة الفرنسية، ومقرها في اوزوار لا فيريير قرب باريس «ان مبيعات المصاحف ازدادات بنسبة 30% في الفصل الاول .. الامر نفسه حصل بعد 11 سبتمبر 2001».
وهذه المرة تبدو له الظاهرة اكثر استدامة «لان الاسلام سيستمر في طرح مشكلة على الصعيد الجيوسياسي».
غير ان منصور حذر بان قراءة القرآن امر عسير على غير المطلعين على الاسلام وقال «انصح بعدم البدء بقراءته اولا، بل اوجه (الزبائن) الى سيرة للنبي».
وتابع منصور انه بالنسبة للقرآن «لا بد من امتلاك تفسير لقراءته» لتفادي التأويلات الخاطئة للآيات واخراجها من سياقها، معربا عن غضبه حيال الارهابيين الذين «يستغلون» القرآن.
وفيما تتابع فرنسا بذهول وصدمة رحيل مئات الشبان الذين جنحوا للتطرف الى سوريا طالبين «الجهاد» في صفوف التنظيمات الاسلامية، يقر منصور بان داره قامت بحملة تنظيف لمجموعة مطبوعاتها فعمدت الى «سحب» بعض المؤلفات التي تضمنت تفسيرا «حرفيا للغاية» للقرآن.
وهي بادرة لقيت ترحيبا ولا سيما من الجانب الكاثوليكي وقال كلود برنتي مدير مطبوعات «بياتيتود» الدينية الفرنسية «كان هناك في اوساط اسلامية معينة رفض لتحليل نقدي للنص، لكنني ارى ان بعض المفكرين المسلمين يتطورون ايضا».

 

المصدر: النهار